منتدى أضواء الشهرة إدارة ميمي أبوبكر



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى أضواء الشهرة إدارة ميمي أبوبكر

منتدى أضواء الشهرة إدارة ميمي أبوبكر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى أضواء الشهرة إدارة ميمي أبوبكر

منتدى شامل ومتنوع


    فريد شوقي.. «الوحش» الذي تألق على الشاشة

    avatar
    ميمي أبوبكر
    Admin
    Admin


    المساهمات : 807
    تاريخ التسجيل : 23/01/2011

      فريد شوقي.. «الوحش» الذي تألق على الشاشة Empty فريد شوقي.. «الوحش» الذي تألق على الشاشة

    مُساهمة  ميمي أبوبكر الأحد يونيو 26, 2011 7:16 pm



    فريد شوقي.. «الوحش» الذي تألق على الشاشة



      فريد شوقي.. «الوحش» الذي تألق على الشاشة Tvsupp10








    alien   فريد شوقي.. «الوحش» الذي تألق على الشاشة Rambro10





    وحش الشاشة




    البطاقة العائلية

    اسم الشهرة :

    فريد شوقي.

    الاسم الكامل :

    فريد محمد عبده شوقي.

    وظيفة الوالد :

    مفتش سابق بمصلحة الأملاك الأميرية.

    وظيفة الجد :

    موظف سابق بقصر عابدين.

    اسم الوالدة :

    سمية محمد اسعد.

    وظيفة الجد للام :

    مهندس سابق بالسودان.

    تاريخ الميلاد :

    30 يوليو 1922.

    مكان الميلاد :

    البغالة بالسيدة زينب - القاهرة.

    المؤهلات :

    دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية، دبلوم المعهد العالي للتمثيل

    الاخوة والأخوات :

    أحد خمسة اخوة وأخوات هم : فريد، واللواء الراحل أحمد المدير السابق للأمن المركز، وممدوح مدير الإنتاج السينمائي، وشقيقتان الأولى نفيسة والثانية عواطف.

    عدد الزوجات :

    تزوج أربع مرات، الأولى هي الراحلة زينب عبد الهادي الموظفة السابقة بمستشفى الأميرة فريال وزميلته في المعهد العالي للتمثيل. والثانية هي الراقصة سنية شوقي. والثالثة هي الفنانة هدى سلطان. والرابعة هي سهير ترك إحدى المعجبات.

    عدد الأبناء :

    اشتهر بلقب (أبو البنات) فهو أب لست بنات، الأولى منى ابنته الكبرى من الزوجة الأولى. والثانية نبيلة ابنته بالتبني من الزوجة الثالثة والتي أنجبت له فيما بعد بنتين هما ناهد ومها. والخامسة والسادسة عبير ورانية من الزوجة الرابعة.




    وحش الشاشة فريد شوقي، كان ذلك الطفل المجنون بالتمثيل، وكان يزور مع والده مسارح العاصمة، يتفرج على الريحاني ويوسف وهبي، ويجلس مثل الكبار، ينصت إلى أداء الممثلين.
    بعد أن اصبح شاباً يافعاً في الرابعة عشرة من عمره، احب (حسنية) جارته السمراء الرقيقة والخجول.

    كاد يتسبب في مقتل محمود المليجي صديق عمره وزميله في السينما والحياة، حين أطلق عليه رصاصة قاتلة بالخطأ طبعاً.

    خدمه الحظ، عندما انضم لفرقة يوسف وهبي التمثيلية، ثم خدمه الحظ اكثر عندما اصبح سريعاً أحد المحترفين في هذه الفرقة بمرتب شهري قدره ستة جنيهات. وتعرف على عزيز عيد، وعلى زكي طليمات أبو المسرح ومؤسس المعهد العالي للتمثيل. وتقدم عام 1946 إلى امتحان القبول بهذا المعهد، رغم إن سنه قد تجاوز السن القانونية. لكنه استطاع أن ينضم إلى الدفعة الأولى من طلبة المعهد العالي للتمثيل بمساعدة وزير الخارجية نفسه. التقى في المعهد بحبيبته الثانية زينب عبد الهادي، التي أهدته حباً جديداً لا ينسى. فطلب يدها للزواج. لكن زكي طليمات رفض فكرة زواج الطلبة والطالبات، حتى لا يؤثر هذا على الوضع الدراسي في المعهد. رفض أن تتحول الدراسة إلى نوع من العلاقات الخاصة، وان يتحول المكان إلى حفلة زفاف لا تنتهي. وصبر فريد طولاً على حبه.

    دخل فريد السينما عبر فيلم (ملاك الرحمة) مع فاتن حمامة ويوسف وهبي. وسنحت له الفرصة أن يمثل أمام الملك فاروق شخصياً. وحين استقرت به الحال خطب زميلته في المعهد العالي للتمثيل زينب عبد الهادي، ثم ما لبث أن تزوجها بعد موافقة أستاذه زكي طليمات طبعاً. وانجب منها منى.

    حين وجد أن الوظيفة الحكومية في مصلحة الأملاك تعيق تقدمه الفني، حاول أن يقدم استقالته، حتى يتفرغ للسينما. لكن زوجته رفضت الفكرة من الأساس، أوقعت زوجها في مأزق الاختيار الصعب .. أما أن يتقى موظفاً .. وإما أن يستقيل منها فيخسر ساعتئذ زوجته. وكان لا بد أن يختار، بكل ألم وكبرياء .. طريق الفن على حساب تهديم منزله الزوجي.

    طلق زوجته ليتفرغ للسينما بعد أن استقال من وظيفة الحكومة. ولمع اسم هذا الشاب، وكاد أن يتحول إلى مخرج مسرحي.. لكنه كان مشدوداً للسينما اكثر، فألغى الفكرة من رأسه.

    تعرف على الراقصة (سنية شوقي) التي طاردته في كل مكان أوقعته في حبائل الحب والزواج .. والغيرة المدمرة .. ولم يستطع التخلص منها إلا بناء على نصيحة أبوية صادقة من أستاذه يوسف وهبي، بضرورة الابتعاد عنها. وتخلص من الراقصة، ثم التفت إلى فنه بشكل جاد، فالتقى بأنور وجدي، نجم السينما المصرية آنذاك، حيث اشترك معه في فيلم من بطولة ليلى مراد لقاء مبلغ خمسين جنيهاً فقط.

    التقى لأول مره بهدى سلطان .. الفتاة القادمة من طنطا، والتي خطفت عقله من أول نظرة. تعرف عليها، ثم ما لبث أن تزوجها. وعمد إلى الجمع بينها وبين شقيها محمد فوزي، الذي كان على خصام معها، لأنها احترفت الفن رغم إرادته. وفي غمرة سعادته الزوجية، انصرف نحو تحقيق العديد من أفلامه الناجحة، منها: حميدو، رصيف نمرة5، جعلوني مجرماً.

    قابل الرئيس جمال عبد الناصر، حيث كلفه على عجل بتصوير فيلم عن بور سعيد أيام العدوان الثلاثي على مصر. ونجح الفيلم عربياً، لكنه لم يلاق النجاح الكافي في القاهرة، لأنه عرض بعد انتهاء العدوان على القاهرة. ولما طالبته مصلحة الضرائب بما عليه من متوجبا، قابل أنور السادات، الذي كان وقتها رئيس المؤتمر الإسلامي، ليحل له مشاكله المالية هذه. واستحق فريد جائزة الدولة التي سلمها له الرئيس جمال عبد الناصر، وسط فرحة الجميع، وفرحة الوالد الذي أصيب بالشلل نتيجة صدمة الفرحة.

    اختاره بديع خيري ليكون بطلاً لفرقة الريحاني، بعد وفاة بطلها وإبنه عادل خيري.

    حاول أن يغزو السينما التركية، فنجح في ذلك، حين مثل: شيطان البوسفور وعثمان الجبار. وكانت ذكريات استنبول فيها الحلو والمر، فقد أنعشت أحواله الفنية والمادية، وكرم الفنان العربي افضل تكريم. لكنه شعر هناك بوحدة قاتلة، وهو يعيش بعيداً عن زوجته هدى سلطان، فبعث لها لكي تلقاه في استنبول، لكنها فضلت البقاء في مصر لتنفيذ دور صغير في فيلم (شيء في صدري).

    اصبح شبح الطلاق يحوم حول زواجه بهدى سلطان، بعد حوالي عشرين عاماً من الزواج. الذي اعتبر مضرب الأمثال في الأوساط الفنية. وتسربت أخبار خلافاته مع زوجته إلى الصحف. هي تريد الطلاق، وهو يرفض هذه الفكرة كلياً. وبعد أن تفاقم الخلاف بين الزوجين، تراكمت الهموم فوق رأس وحش الشاشة، خصوصاً بعد وفاة والده الذي كان يشكل جزءاً مهماً من سعادته. وبعد أن كلفت هدى سلطان محاميتها لإجراء معاملات الطلاق، قرر فريد أن يريح ضميره، ويوافق على الطلاق، بعد أن اعلم بناته.

    تمر الأيام ليلتقي بشريكة حياته الأخيرة. سهير ترك، المعجبة بأفلام وحش الشاشة في البداية، والتي أصبحت زوجته الرابعة. تحولت من مجرد معجبة إلى امرأة تعرف كيف تسعد زوجها، فهي التي أخرجته من أحزانه وأعادت إليه الثقة بنفسه وبفنه. وشاركته حياته حتى مماته. وصارت أفلامه بعد زواجه من سهير ترك اكثر نضجاً، بل صار فريد نفسه اكثر حماساً للعمل الجاد، بعد فترة من الضياع امتدت إلى اكثر من ستة أشهر، اثر انفصاله عن هدى سلطان. هذه المرحلة هي التي قدم فيها فريد شخصيات متنوعة، استحق عنها مجموعة من الجوائز، منها: جائزة الامتيازالاولى التي تسلمها في عيد العلم. وهي المرحلة التي شعر فيها فريد بأن عمره الفني لم يذهب سدى، وانه استحق تعبه ولقبه عن جدارة .. فصار زوربا المصري .. وصار النجم المستمر والمتواصل في العديد من الأعمال حتى وفاته بأربع سنوات فقط.

    ومضى بفريد شوقي قطار العمر، صار الرجل يحمل جسداً منهكاً من التعب، صار قلبه يئن بين ضلوعه، وصارت عيناه تشكوان ضعف البصر، وصار يحمل أيضا جسداً بديناً، تكاد سنوات العمر تقضي على كل معالم تناسقه. أرهق الرجل من كثرة العمل ومن تراكمات الطلبات الفنية عليه، والرجل لا يهدأ. يدخل في فيلم، حين يخرج لتوه من فيلم آخر.


    الجوائز والأوسمة

    · وجعلوني مجرماً:
    · جائزة افضل إنتاج
    · جائزة افضل ممثل لفريد
    · جائزة افضل ممثلة لهدى سلطان
    · جائزة افضل مخرج لعاطف سالم
    · جائزة التفاحة الذهبية لفريد من مهرجان (أنيتاليا) التركي.
    · وسام الجمهورية للفنون، سلمه له الرئيس جمال عبد الناصر.
    · جائزة افضل ممثل من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية عن فيلم (هكذا الأيام)

    انه فريد شوقي .. فنان يكرمه كل فنان .. وإنسان عملاق أشاخته الأضواء فزادته ألقاً، وأرجعته محبة الناس سنوات عدة إلى الوراء، حتى صار النجم نجماً .. واستمر النجم نجماً .. وكسر النجم قواعد الشباب والقد الوسيم، والوجه الحسن، والشعر المصفف بعناية. هذا الفنان الذي رحل عن عالمنا مؤخراً، تاركاً ورائه إرثاً فنياً زاخراً بالإنجازات الكبيرة. ونحن هنا في أمسيتنا هذه سنقف طويلاً أمام مشوار هذا الفنان الفذ، ونتحدث عنه طويلاً. لكن لماذا نحفر في أيام وليالي فريد شوقي نستخرج منها تفاصيل عمره ؟ تفاصيل النجم الذي كبر مع الزمن، ولم يكبر على الزمن ؟ لماذا نتحرك داخل العملاق، ونظراته تكاد تنبئ عن المضمون ؟ هذه النظرات المشعة من خلال عينين أكل التعب بياضهما، فبانت الهالة السوداء المتحرقة حول جفنيه ؟ لماذا نكتب عن الرجل الذي رحل بعد أن أرهقه المرض أصيب بثلاث نوبات قلبية حادة ؟ ألانه آخر العمالقة ؟ ألان قلبه لم يتحمل كل هذه السنوات وهذا المشوار الفني الطويل ؟ أم لأن النجم يحمل عدداً من الألقاب والأوسمة، لو تجمعت في جسد واحد لملأته غروراً.
    ومن خلال صوره الأخيرة التي نشرتها الصحف بعد وفاته، لاحظنا كم كان هذا الجسد المتعب يعاني كثيراً، وهو بالفعل يعاني منذ زمن طويل، حيث لم يتبقى من النجم فريد شوقي، في السنوات العشر الأخيرة، غير جسد مفتوح على كومة من شحم، ولنقلها بصراحة !! لم يتبقى له غير هذا الشعر الصناعي الموضوع على رأسه، وغير هذه الانتفاخات المحصنة حول عينيه، وغير هذا الفم الذي زرع أيضا بالأسنان الصناعية. وهل كان الشكل عند فريد شوقي، جواز مرور لشهرته التي حيرت الجماهير حتى الآن ؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد انتهى النجم منذ زمن بعيد، ولكن هذا لم يحدث، لأن الطلة الجامعة، الواصلة بين فريد وبين الجماهير ما زالت موجودة وستظل كذلك. هذه الطلة نختصرها بحسن الأداء، وعمق التجربة الفنية، وطيبة القلب، وقوة الشخصية، والسيطرة على أضواء الكاميرا، كأنه شبح يبتلع الأضواء، ولا تبتلعه الأضواء أبدا.
    لم يكن فريد شوقي فناناً كبيراً فحسب .. بل كان أسطورة ، إتسعب وتعمقت منذ الاربعينات وحتى وقتنا الراهن. راهن على الفن كسلاح وحيد لمناهضة آثام البشرية من شرور وجريمة وقبح، وحتى التطرف، وبالتالي هو فنان مسكون بالفن وللفن. ولهذا عندما شعر ان جسده لا يطاوعه على الحركة والنشاط وأداء الرسالة .. كان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البطل.

    لأجل ملك الترسو نتذكر ونحكي .. نحكي عن وحش الشاشة .. عن زوربا المصري، ونجم الشباك الشعبي الأول .. نحكي عن القلب المرهف والمتعب، ونجمع كل تصريحات النجم، وننبش في مذكراته من البداية، ونفتش عن كل أشيائه المتعثرة، ثم نجمعها معاً، عبر هذه الأمسية المتواضعة، لتكون عرفاناً بما قدمه النجم الكبير فريد شوقي للسينما والفن والجماهير التي أحبته كثيراً .. ولتكن نوعاً من المذكرات التي نحرص على عدم ضياع تفاصيلها فالرجل قد رحل متعباً، وودع شبابه ودخل في الشيخوخة الصعبة قبل وفاته بسنوات، هذا بالرغم من أن النجم بقى نجماً، وسيبقى في ذاكرة جماهيره ومحبيه. وذاكرتنا ما زالت تعي .. إن فريد شوقي دخل السينما المصرية من باب كره الجمهور له. كرهه الناس في أدواره الأولى للشرر الذي كان يتطاير من عينيه، وللشر الذي كان يتطاير كلمات مدسوسة من خلال شفتي. كان فريد شوقي في أدواره الأولى مفرق الأحبة وهادم البيوت، ثم صار شيئاً فشيئاً ملك البوكس والمشاكسات الشوارعية، التي ينتصر فيها دائماً على زميله الراحل محمود المليجي. لم انعطف فريد، في اللحظة المناسبة من عمره، نحو أدوار الطيبة .. الأدوار الاجتماعية التي تحمل عدة مضامين مأساوية. فأحبه الناس في الحاضر، كما أحبوا رجولته في الماضي.. أحبوا في السابق بطلهم المنقذ الذي يطارد عصابة المليجي، ويفتح في رأي المتمردين جرحاً كبيراً بضربة رأسه المشهور. فهل يستمر البطل بطلاً في ذاكرة الجماهير العريضة، وهو الذي ودع هذه الدنيا ورحل ..؟‍‍؟‍

    كان لا بد أن ينعطف فريد شوقي نحو الجمال، بعدما جسد القبح .. وكان لا بد لنا أن ننعطف مع زوربا المصري لندور حول كل تفاصيل حياته، وهل لنا من مفر إلا أن نسجل بدايات النجم يوم كان طفلاً صغيراً ؟‍ من هنا نبدأ، من ملامحه الأولى، من الطفل الذي عشق الفن، حتى أخذ الفن كل شبابه .. وما أعطاه إلا محبة الجمهور .. والجمهور دائماً يجازي أطفاله وأبطاله بالخير .. ولا ينكر عليهم الفضل، في انهم كانوا سوبرمان العصر .. رواد السينما المصرية الحديثة.

    الولادة والنشأة

    ولد فريد في حي البقالة بالسيدة زينب، ونشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة. وهذا الحي يتوسط عدة أحياء وطنية قديمة، كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق. وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة (الناصرية) التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم.

    ونشأ فريد شوقي وسط عائلة مصرية ذات أصل تركي، فجده لأبيه عبده بيك شوقي كان موظفاً بقصر عابدين وهو من أب تركي وأم مصرية. وجده لأمه محمد بيك أسعد المهندس السابق بالسودان، وهو من أم مصرية وأب تركي. والده هو محمد عبده شوقي، الذي كان يعمل مفتشاً بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية. وكان خطيباً وطنياً ثائراً من أعضاء الوفد المصري المتحمسين للزعيم سعد زغلول. وكان أيضاً خطيباً بارعاً على المنابر السياسية، لدرجة أن سعد زغلول أطلق عليه لقب (بلبل السيدة زينب). وإذا عدنا إلى قائمة أسماء طلبة أول معهد حكومي للتمثيل في عام 1930، فانك ستجد اسم الوالد بين أسماء هؤلاء الطلاب والطالبات الرواد في المسرح المصري، وهم : زوزو حمدي الحكيم، روحية خالد، جمال مدكور، محمود السباع، محمد توفيق، عبد العليم خطاب، إبراهيم عزالدين، يوسف حلمي المحامي، أحمد بدرخان الذي رسب في امتحان القبول. وقد التحق بهذا المعهد لدراسة فن الإلقاء، الذي يعتبر أساس الفن التمثيلي. وكان من بين مدرسيه الدكتور طه حسين، الدكتور زكي مبارك، زكي طليمات، جورج أبيض، عبد الرحمن رشدي، ونجيب الريحاني.

    كان للجانب الوطني أثر كبير في حياة فريد شوقي العائلية، فقد فتح عينيه على الحياة ليعيش مأساة وطنية في محيط الأسرة. فقد أعدم زوج عمته الشهيد الوطني (محمود إسماعيل) مع آخرين في قضية مصرع (السير ستاك) سردار الجيش المصري وحاكم السودان، في 19 نوفمبر 1924. وكان ذلك أثناء تولي الزعيم سعد زغلول رئاسة الوزارة لأول مرة بعد افتتاح أول برلمان دستوري. وأدى ذلك الحادث إلى استقالة سعد زغلول وحل البرلمان. لذلك نشأ فريد شوقي منذ الصغر مع أحداث تلك المأساة الوطنية.. نشأ وطنياً متحمساً، فعندما كان في الثالثة عشرة، خرج في مظاهرة مع أقربائه تلاميذ المدرسة الابتدائية في ثورة عام 1935 التي كانت تطالب بعودة الدستور.

    وإذا كان فريد يردد دائماً (إن التمثيل حياتي)، فقد كان التمثيل فعلاً هو حياته منذ الطفولة. كانت مدرسته الأولى التي تلقى فيها أول درس في التمثيل، هي مدرسة أبيه الطالب في أول معهد حكومي للتمثيل، والذي أنشأه على تذوق فن التمثيل. وكان الأب صديقاً للكاتب المسرحي (عبد الجواد محمد) والد المخرج السينمائي (محمد عبد الجواد)، الذي كان سكرتيراً لفرقة رمسيس ومؤلفاً ومترجماً للكثير من مسرحيات الفرقة. ولهذا كان الوالد حريصاً على مشاهدة كل مسرحيات الفرقة، مصطحباً معه ابنه فريد، وهو تلميذ بالسنة الأولى الابتدائية.

    عشق الطفل الصغير أضواء المسرح، وألهبت خياله الحياة المسرحية. فقد رأى يوسف وهبي الممثل ابن الذوات في مسرحيات (راسبوتين، كرسي الإعتراف، غادة الكاميليا، الذبائح، أولاد الذوات، أولاد الفقراء، أولاد الشوارع). ولم يكن في طفولته وصباه يدرك بالطبع لتلك المسرحيات معنى، لكنه عشق حياة الأضواء وتقلب الممثلين بين الفقر والغنى، وتمثيل أدوار الشجاعة والإقدام. وعلق بذاكرته شيء واحد هو مشاهد العنف التي تجري أمامه على الخشبة، حيث يتفنن يوسف وهبي في قتل أبطال مسرحياته شنقاً أو خنقاً أو بطلقات الرصاص. ولهذا أصبح المسرح حلم حياته، وتقمص جسده شيطان اسمه المسرح، وأصبح يوسف وهبي مثله الأعلى في الحياة. فكان يجمع أقرانه من صبيان الحي ويمثلون مشاهد المطاردات والمغامرات بين العسكر والحرامية في مساحة أرض أمام البيت، وكان يقوم هو بدور الفتى الشرير. وعشقه للفن قد جعله يسرق بعض الأخشاب من عمارة مجاورة وذلك لعمل منصة للمسرح، وأثناء التمثيل فوجئ بالشرطي ينزله من فوق المسرح ويقوده إلى قسم الشرطة. ولم تكن هذه السرقة الوحيدة في حياة فريد شوقي، فقد اعترف للصحافية (ايريس نظمي) بأنه لم يقنع في تلك الأيام بان يكون ممثلاً ومخرجاً فقط، بل أراد أيضاً أن يكون مؤلفاً، فسطا على مسرحيات يوسف وهبي، ونسبها إلى نفسه كمؤلف بعدما أدخل عليها بعض التغييرات، وقام بتمثيلها مع فرقته باسم (الفاجعة). وأعلن بالخط العريض، كما كان يفعل يوسف وهبي في الإعلان عن مسرحياته (أن المسرحية من تأليف وتمثيل وإخراج فريد شوقي).

    ولما التحق بعد ذلك بمدرسة الفنون التطبيقية، كان يعد له القدر مفاجأة للاستمرار في هواية التمثيل، فقد وجد فيها فرقة مسرحية يقوم بتدريبها المخرج المسرحي الأول عزيز عيد، فانضم إليها وتتلمذ على يد عزيز عيد، الرجل الذي تتلمذ على يده عمالقة المسرح المصري، واكتشف من قبل روز اليوسف ونجيب الريحاني ويوسف وهبي وفاطمة رشدي، وضحى بحياته في سبيل المسرح، ولم يجمع ثروة. فكان أول درس تعلمه منه طالب الفنون التطبيقية فريد شوقي، هو حب المسرح.

    البداية كانت في المسرح

    وبالرغم من انغماس فريد في جو الحياة الفنية، بالتمثيل مع فرق الهواة والتردد على المسارح في شارع عماد الدين ليمثل أدوار الكومبارس في فرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني وعلي الكسار وفاطمة رشدي وجورج أبيض، فانه استطاع أيضاً الحصول على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية، ويلتحق موظفاً مع أبيه في وظيفة بالدرجة الثامنة وبمرتب ستة جنيهات بمصلحة الأملاك الأميرية. لكن الوظيفة لم تشغله عن نشاطه المسرحي، فقد كانت من بين زملائه في حي السيدة زينب والحلمية الجديدة، مجموعة من هواة التمثيل لمعت أسماؤهم فيما بعد، أمثال: عبد الرحيم الزرقاني وعلي الزرقاني وأحمد الجزيري وكمال اسماعيل وعبد الحميد جاويش وحسن الفكهاني المحامي والناقد الفني عبد الفتاح البارودي. جمعت بينهم هواية التمثيل، وكونوا فرقة مسرحية أطلقوا عليها اسم (الرابطة القومية للتمثيل)، وكان مقر الفرقة حجرة واحدة بإيجار شهري لا يزيد على الثلاثين قرشاً في شارع الشيخ البقال. وكان عبد الفتاح البارودي هو المدير الإداري للفرقة، وعبد الحميد جاويش المدير الفني. وكتب علي الزرقاني مسرحية الافتتاح بعنوان (الضحية) وتولى إخراجها المدير الفني. وقدمت على مسرح (برنتانيا) بشارع عماد الدين وقام ببطولتها فريد شوقي أمام ممثلة غير معروفة. وواصلت هذه الفرقة نشاطها وقدمت مسرحية أخرى تولى إخراجها في ذلك الوقت (أنور وجدي) لقاء أجر لا يزيد على خمسة جنيهات، واشترك في تمثيلها مع الفرقة زوزو حمدي الحكيم وإحسان الشريف. وفي أثناء عمله بمصلحة الأملاك الأميرية، التحق أيضا مهندساً بدائرة الأميرة نعمت مختار التي كانت تمتلك وقتئذ ستة آلاف فدان. وساعده دخله من تلك الوظيفة الإضافية على أن يصبح من أصحاب السيارات، ويشتري سيارة (أوستن) قديمة بالتقسيط .. وكان قسطها الأول مبلغ ثلاثين جنيهاً.

    في عام 1945 افتتح المعهد العالي للتمثيل في مدرسة علي عبد اللطيف في حي المنيرة، فتقدم للالتحاق به ألفا طالب وطالبة لم ينجح منهم سوى خمسة عشر طالباً وطالبة فقط، وهم فريد شوقي وشكري سرحان وحمدي غيث ونبيل الألفي وصلاح منصور وعبد الرحيم الزرقاني وعلي الزرقاني وسعيد أبو بكر وعمر الحريري وكمال حسين وأحمد الجزيري ونعيمة وصفي وزينب عبد الهادي وعزيزة حلمي وفاتن حمامة. ولحق بهم فيما بعد أحمد سعيد وتوفيق الدقن وعبد الفتاح البارودي ويوسف الحطاب ومحمد السبع وزكريا سليمان وسعد أردش وأنور فتح الله وعدلي كاسب ونور الدمرداش وعبد الغني قمر ولطفي عبد الحميد وأحمد اباضة وسميحة أيوب وسناء جميل وبرلنتي عبد الحميد وزهرة العلا وراجية محسن ونادية السبع وانشراح الألفي.

    كان فريد شوقي وقتئذ في الثالثة والعشرين، فتى عملاق مديد القامة عريض المنكبين صارم الملامح، لا يصلح لتمثيل دور الفتى الوسيم الأول. وكان مطلوياً من الطالب ليجتاز امتحان القبول، أن يقدم مشهداً تمثيلياً أمام لجنة الامتحان التي كانت برئاسة محمد صلاح الدين باشا وزير الخارجية فيما بعد، والذي كان يشغل وقتئذ منصب رئيس مجلس إدارة المعهد، وعضوية العميد زكي طليمات والأساتذة. واختير فريد شوقي لتمثيل دور من أدوار (الغراند بريمييه) أي أدوار الشيوخ الكبار، وهو دور الكاهن الأكبر (انوبيس) في مشهد من المسرحية الشعرية (مصرع كليوباترا) لأمير الشعراء أحمد شوقي، أمام الطالبة الجديدة زينب عبد الهادي - التي سوف يكون له معها فيما بعد تاريخ - والتي قامت بتمثيل دور الملكة كليوبترا. نجح فريد في امتحان القبول وجلس بين صفوف أبناء جيله من هواة التمثيل الموهوبين، يتلقون الدراسات والمحاضرات من كبار الأدباء والفنانين الذين كان على رأسهم الدكتور طه حسين والدكتور زكي مبارك والدكتور محمد مندور وزكي طليمات وجورج ابيض واحمد علام وفتوح نشاطي ودريني خشبة.

    وكانت هناك جمعية اسمها (جمعية خريجي فرنسا وبلجيكا وسويسرا) كان من بين مؤسسيها زكي طليمات، فكان يقيم فيها حفلات ويحييها الطلاب والطالبات. وفي إحدى تلك السهرات، قدم فريد شوقي بالاشتراك مع زميلته فاتن حمامة أمسية شعرية تباريا فيها في إنشاد قصيدة (الليالي) للشاعر الفرنسي الفريد دي موسييه، مترجمة باللغة العربية. وفي عيد ميلاد الملك فاروق يوم 11 فبراير 1946، احتفلت الأميرة (شيوه كار) الزوجة السابقة لوالده الملك احمد فؤاد، بإقامة حفل في قصرها شهده الملك. وقدم فيه فريد شوقي بالاشتراك مع فاتن حمامة وطلاب وطالبات المعهد عرضاً مسرحياً لملحمة (الأسرة العلوية) تأليف محمود بيرم التونسي وإخراج زكي طليمات. وفي العام التالي، أقيم امتحان التخرج على مسرح دار الأوبرا الذي يقدم فيه الطالب أو الطالبة بالاشتراك مع الزملاء مشهداً تمثيلياً من إحدى المسرحيات. واختاره زكي طليمات وقتئذ ليقوم ببطولة مسرحية (الجلف) ذات الفصل الواحد للكاتب الروسي أتنطون تشيكوف أمام زميلته عزيزة حلمي التي قامت بدور السيدة الأرملة (ألينا بوبوفا).

    دبلوم التمثيل

    حصل فريد شوقي على دبلوم المعهد العالي للتمثيل، مع الفوج الأول من الخريجين واستقال من وظيفته الحكومية، مع الاحتفاظ بعمله الإضافي في دائرة الأميرة نعمت مختار، وبدأ يبحث عن الفرصة المناسبة لتطبيق العلم على العمل. وكان فريد قد اشتهر بشخصية (الجلف) التي نال عليها الدبلوم، ورشحته تلك الشخصية للتخصص في تمثيل أدوار الشر على المسرح والشاشة، واتجه إلى احتراف التمثيل فيما بعد. فرح به والده بعد حصوله على الدبلوم في التمثيل، الذي حقق به أملاً عزيزاً كان يتمناه لنفسه، عندما التحق بأول معهد حكومي للتمثيل. ولهذا ذهب به إلى صديقه يوسف وهبي وقدمه إليه ليضمه إلي فرقته كموهبة جديدة. فرحب به عميد المسرح العربي وعينه في فرقة رمسيس بالمرتب نفسه في الوظيفة الحكومية، وهو ستة جنيهات.

    وكان يوسف وهبي قد علم بنجاحه في شخصية الجلف، فرشحه لإعادة تمثيل أدوار ملك أدوار الشر في مسرحياته (محمود المليجي). وقد أسعده ذلك كثيراً لأنه كان معجباً بالمليجي كأستاذ في هذا الفن. كان من بين المسرحيات التي اشترك في تمثيلها، مسرحيات (بيت تهدم، بنات الريف، أولاد الفقراء، أولاد الشوارع، الشيطان، رجل الساعة، المائدة الخضراء). كما سبق له التمثيل في فرقة جورج ابيض في مسرحية (صلاح الدين الأيوبي)، وفي فرقة فوزي الجزايرلي ونجيب الريحاني وعلي الكسار وفاطمة رشدي، حيث يقوم بثلاثة أدوار لا رابع لها، أما دور الخادم أو دور العسكري أو دور الحرامي.

    وفي عام 1950 تأسست فرقة (المسرح المصري الحديث) برئاسة زكي طليمات لتستوعب خريجي وخريجات المعهد وعددهم خمسة وعشرون فناناً وفنانة كان فريد من بينهم، حيث كان التعيين بالفرقة وقتئذ بمرتب قدره اثنا عشر جنيهاً. واستهلت الفرقة نشاطها بقديم الروائع العالمية، مثل : (مريض بالوهم، طبيب رغم انفه، المتحذلقات، مدرسة الإشاعات). لكن أدوار البطولة أخطأته في تلك الروائع العالمية، فلم يستمر طويلاً في تلك الفرقة، وقدم استقالته أو أقيل منها ليتفرغ لنشاطه السينمائي. وكان قد رشح مع زميله حمدي غيث ونبيل الألفي للسفر إلى بعثة إلى الخارج لدراسة الإخراج المسرحي، لكنه اعتذر عن قبول تلك البعثة بسبب ارتباطه بالعمل السينمائي.

    السينما تعني التنوع والشهرة

    فريد شوقي نجومية تلمع منذ الخمسينات مع بداية ثورة يوليو 52 ، رغم ان بدايته تعود الى الاربعينات. كان في الاربعينات يلعب السينما بمقياس السينما وقانونها السائد، المخرجون الذين يتعاملون مع نجوم لهم وسامة حسين صدقي وأنور وجدي وكمال الشناوي، لا يمكن ان يفسحوا لفريد شوقي المجال لكي يقف ولو في آخر صف هؤلاء النجوم، ولهذا كان عليه ان يقدم دور الشرير باسلوبه النمطي في تلك السنوات، الفنان الشرير الذي يرفع حاجباً وينزل الآخر، والذي يكشر عن انيابه ولسان حاله يهتف .. انا الشرير والشرير انا. وجاءت الثورة وتغير توجه الجمهور وتعانق فريد شوقي مع سينما صلاح ابوسيف، بعد ان كتب قصة (الاسطى حسن)، لينجح الفيلم الذي اعتبر أحدى العلامات لبداية الواقعية في السينما المصرية، ويكسب فريد العديد من النقاط في مشوار النجومية، وتنهال عليه العروض السينمائية. فيقدم افلام (حميدو، رصيف نمرة 5، النمرود). ويواصل صناعة اسمه، فيكتب وينتج في عام 54 فيلم (جعلوني مجرماً) الذي اخرجه عاطف سالم. وفي عام 56، يلحظ جمال عبد الناصر نجومية فريد الخاصة، وانه وحش الشاشة وملك الترسو، فيستدعيه ويطلب منه ضرورة ان يقدم فيلماً عن بور سعيد. ثم يتحول فريد شوقي الى نجم جماهيري، لدرجة ان الموزع الخارجي يسأل قبل ان يتعاقد على الفيلم عن عدد الخناقات التي تجمع بين فريد شوقي ومحمود المليجي، واذا كان العدد ملائماً.

    وإذا أردنا أن نتذكر معاً أدواره وشخصياته التي تقلب فيها على الشاشة، فإننا سنجد أن غالبية أفلامه تندرج في نوعية الفيلم البوليسي. فالكثير منها يدور حول الجريمة، التي يقوم فيها الصراع بين المجرم والبوليس. وإذا كانت أفلامه فيما عدا القليل من الجانب العاطفي بين الفتى الأول العاشق والفتاة الأولى المعشوقة، التي لا تنطبق عليه مواصفات الفتى الأول الوسيم فانه من الممكن تقسيم أفلامه إلى خمس نوعيات، وهي:
    السينما البوليسية، السينما الاجتماعية، سينما الفروسية، السينما التاريخية، السينما السياسيةوالوطنيد، والسينما الفلسفية.
    # ومن الافلام التي تمثل السينما البوليسية:
    جعلوني مجرماً، رصيف نمرة خمسة، سلطان، الأخ الكبير، أريد حباً وحناناً، الثعلب والحرباء.

    # ومن الافلام التي تمثل السينما الاجتماعية:
    الاسطى حسن، النمرود، حميدو، المجد، زهرة السوق، سكرتير ماما، دماء على النيل، ابن الحتة، الفتوة، وبالوالدين إحسانا، دعاء المظلومين، الجنة تحت قدميها، القضية المشهورة، إبليس في المدينة، الزوج العازب، ساحر النساء، أيام العمر معدودة، حساب السنين، أنا الدكتور، سلطانة الطرب، بداية ونهاية، كفاني يا قلب، ومضى قطار العمر، أفواه وأرانب، قطة على نار، حالة خاصة جداً، حب فوق البركان، حب لا يرى الشمس، هكذا الأيام، طائر على الطريق، الباطنية، شاطئ العنف، البؤساء، كلمة شرف، دموع في ليلة الزفاف، الخبز المر، أنا المجنون، عيون لا تنام، حكمت المحكمة، وخرج ولم يعد.

    # ومن الافلام التي تمثل سينما الفروسية والفتونة:
    فتوات الحسينية، فتوات بولاق، وفتوات الدرب الأحمر (الشيطان يعظ).

    # ومن الافلام التي تمثل السينما التاريخية:
    الصقر، ألف ليلة وليلة، هارب من الأيام، عنتر يغزو الصحراء، أمير الانتقام، وفارس بني حمدان.

    # ومن الافلام التي تمثل السينما السياسية والوطنية:
    الكرنك، بور سعيد، الغول، شياطين الليل، وقهوة المواردي.

    # اما الافلام التي تمثل السينما الفلسفية، فهما فيلمين:
    طريد الفردوس، والسقامات.

    اسمه الكامل فريد شوقي محمد عبده، ولد في 30 أغسطس عام 1922في حي البغاله بالسيدة زينب. بدا حياته الفنية في بداية الأربعينات بالعمل ضمن كومبارس فرقه يوسف بك وهبي ثم عمل مع أنور وجدي في ادوار صغيره على الشاشة الفضية. حصل على دبلوم معهد الهندسة التطبيقية، ودبلوم المعهد التمثيل، عمل في ادوار صغيره مع أنور وجدي ثم بدا كتابه القصص السينمائية لأفلامه، لقب بالملك، وحش الشاشة، ملك الترسو. عمل بالمسرح للريحاني – الدلوعة – حكاية كل يوم، قام بالعمل في أفلام لبنانيه وسوريه وتركية. أسس اتحاد الفنانين 1986. توفي في 27 يوليو عام 1998 عن عمر يناهز 78 عاما قضى 60 عاما منها يعمل من اجل الفن و السينما وقدم ما يقرب من 400 فيلم ما بين تمثيل و كتابه سيناريو و إنتاج.. هذا بالإضافة إلى أعماله التليفزيونية والمسرحية التي لم تكن تقل عن أعماله السينمائية أهمية و تميز.




    تعرف على الراقصة (سنية شوقي) التي طاردته في كل مكان أوقعته في حبائل الحب والزواج .. والغيرة المدمرة .. ولم يستطع التخلص منها إلا بناء على نصيحة أبوية صادقة من أستاذه يوسف وهبي، بضرورة الابتعاد عنها. وتخلص من الراقصة، ثم التفت إلى فنه بشكل جاد، فالتقى بأنور وجدي، نجم السينما المصرية آنذاك، حيث اشترك معه في فيلم من بطولة ليلى مراد لقاء مبلغ خمسين جنيهاً فقط.

    التقى لأول مره بهدى سلطان .. الفتاة القادمة من طنطا، والتي خطفت عقله من أول نظرة. تعرف عليها، ثم ما لبث أن تزوجها. وعمد إلى الجمع بينها وبين شقيها محمد فوزي، الذي كان على خصام معها، لأنها احترفت الفن رغم إرادته. وفي غمرة سعادته الزوجية، انصرف نحو تحقيق العديد من أفلامه الناجحة، منها: حميدو، رصيف نمرة5، جعلوني مجرماً.

    قابل الرئيس جمال عبد الناصر، حيث كلفه على عجل بتصوير فيلم عن بور سعيد أيام العدوان الثلاثي على مصر. ونجح الفيلم عربياً، لكنه لم يلاق النجاح الكافي في القاهرة، لأنه عرض بعد انتهاء العدوان على القاهرة. ولما طالبته مصلحة الضرائب بما عليه من متوجبا، قابل أنور السادات، الذي كان وقتها رئيس المؤتمر الإسلامي، ليحل له مشاكله المالية هذه. واستحق فريد جائزة الدولة التي سلمها له الرئيس جمال عبد الناصر، وسط فرحة الجميع، وفرحة الوالد الذي أصيب بالشلل نتيجة صدمة الفرحة.

    اختاره بديع خيري ليكون بطلاً لفرقة الريحاني، بعد وفاة بطلها وإبنه عادل خيري.

    حاول أن يغزو السينما التركية، فنجح في ذلك، حين مثل: شيطان البوسفور وعثمان الجبار. وكانت ذكريات استنبول فيها الحلو والمر، فقد أنعشت أحواله الفنية والمادية، وكرم الفنان العربي افضل تكريم. لكنه شعر هناك بوحدة قاتلة، وهو يعيش بعيداً عن زوجته هدى سلطان، فبعث لها لكي تلقاه في استنبول، لكنها فضلت البقاء في مصر لتنفيذ دور صغير في فيلم (شيء في صدري).

    اصبح شبح الطلاق يحوم حول زواجه بهدى سلطان، بعد حوالي عشرين عاماً من الزواج. الذي اعتبر مضرب الأمثال في الأوساط الفنية. وتسربت أخبار خلافاته مع زوجته إلى الصحف. هي تريد الطلاق، وهو يرفض هذه الفكرة كلياً. وبعد أن تفاقم الخلاف بين الزوجين، تراكمت الهموم فوق رأس وحش الشاشة، خصوصاً بعد وفاة والده الذي كان يشكل جزءاً مهماً من سعادته. وبعد أن كلفت هدى سلطان محاميتها لإجراء معاملات الطلاق، قرر فريد أن يريح ضميره، ويوافق على الطلاق، بعد أن اعلم بناته.

    تمر الأيام ليلتقي بشريكة حياته الأخيرة. سهير ترك، المعجبة بأفلام وحش الشاشة في البداية، والتي أصبحت زوجته الرابعة. تحولت من مجرد معجبة إلى امرأة تعرف كيف تسعد زوجها، فهي التي أخرجته من أحزانه وأعادت إليه الثقة بنفسه وبفنه. وشاركته حياته حتى مماته. وصارت أفلامه بعد زواجه من سهير ترك اكثر نضجاً، بل صار فريد نفسه اكثر حماساً للعمل الجاد، بعد فترة من الضياع امتدت إلى اكثر من ستة أشهر، اثر انفصاله عن هدى سلطان. هذه المرحلة هي التي قدم فيها فريد شخصيات متنوعة، استحق عنها مجموعة من الجوائز، منها: جائزة الامتيازالاولى التي تسلمها في عيد العلم. وهي المرحلة التي شعر فيها فريد بأن عمره الفني لم يذهب سدى، وانه استحق تعبه ولقبه عن جدارة .. فصار زوربا المصري .. وصار النجم المستمر والمتواصل في العديد من الأعمال حتى وفاته بأربع سنوات فقط.

    ومضى بفريد شوقي قطار العمر، صار الرجل يحمل جسداً منهكاً من التعب، صار قلبه يئن بين ضلوعه، وصارت عيناه تشكوان ضعف البصر، وصار يحمل أيضا جسداً بديناً، تكاد سنوات العمر تقضي على كل معالم تناسقه. أرهق الرجل من كثرة العمل ومن تراكمات الطلبات الفنية عليه، والرجل لا يهدأ. يدخل في فيلم، حين يخرج لتوه من فيلم آخر.

    الجوائز والأوسمة

    · وجعلوني مجرماً:

    · جائزة افضل إنتاج

    · جائزة افضل ممثل لفريد

    · جائزة افضل ممثلة لهدى سلطان

    · جائزة افضل مخرج لعاطف سالم

    · جائزة التفاحة الذهبية لفريد من مهرجان (أنيتاليا) التركي.

    · وسام الجمهورية للفنون، سلمه له الرئيس جمال عبد الناصر.

    · جائزة افضل ممثل من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية عن فيلم (هكذا الأيام).

    عن فريد شوقي

    انه فريد شوقي .. فنان يكرمه كل فنان .. وإنسان عملاق أشاخته الأضواء فزادته ألقاً، وأرجعته محبة الناس سنوات عدة إلى الوراء، حتى صار النجم نجماً .. واستمر النجم نجماً .. وكسر النجم قواعد الشباب والقد الوسيم، والوجه الحسن، والشعر المصفف بعناية. هذا الفنان الذي رحل عن عالمنا مؤخراً، تاركاً ورائه إرثاً فنياً زاخراً بالإنجازات الكبيرة. ونحن هنا في أمسيتنا هذه سنقف طويلاً أمام مشوار هذا الفنان الفذ، ونتحدث عنه طويلاً. لكن لماذا نحفر في أيام وليالي فريد شوقي نستخرج منها تفاصيل عمره ؟ تفاصيل النجم الذي كبر مع الزمن، ولم يكبر على الزمن ؟ لماذا نتحرك داخل العملاق، ونظراته تكاد تنبئ عن المضمون ؟ هذه النظرات المشعة من خلال عينين أكل التعب بياضهما، فبانت الهالة السوداء المتحرقة حول جفنيه ؟ لماذا نكتب عن الرجل الذي رحل بعد أن أرهقه المرض أصيب بثلاث نوبات قلبية حادة ؟ ألانه آخر العمالقة ؟ ألان قلبه لم يتحمل كل هذه السنوات وهذا المشوار الفني الطويل ؟ أم لأن النجم يحمل عدداً من الألقاب والأوسمة، لو تجمعت في جسد واحد لملأته غروراً.
    ومن خلال صوره الأخيرة التي نشرتها الصحف بعد وفاته، لاحظنا كم كان هذا الجسد المتعب يعاني كثيراً، وهو بالفعل يعاني منذ زمن طويل، حيث لم يتبقى من النجم فريد شوقي، في السنوات العشر الأخيرة، غير جسد مفتوح على كومة من شحم، ولنقلها بصراحة !! لم يتبقى له غير هذا الشعر الصناعي الموضوع على رأسه، وغير هذه الانتفاخات المحصنة حول عينيه، وغير هذا الفم الذي زرع أيضا بالأسنان الصناعية. وهل كان الشكل عند فريد شوقي، جواز مرور لشهرته التي حيرت الجماهير حتى الآن ؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد انتهى النجم منذ زمن بعيد، ولكن هذا لم يحدث، لأن الطلة الجامعة، الواصلة بين فريد وبين الجماهير ما زالت موجودة وستظل كذلك. هذه الطلة نختصرها بحسن الأداء، وعمق التجربة الفنية، وطيبة القلب، وقوة الشخصية، والسيطرة على أضواء الكاميرا، كأنه شبح يبتلع الأضواء، ولا تبتلعه الأضواء أبدا.
    لم يكن فريد شوقي فناناً كبيراً فحسب .. بل كان أسطورة ، إتسعب وتعمقت منذ الاربعينات وحتى وقتنا الراهن. راهن على الفن كسلاح وحيد لمناهضة آثام البشرية من شرور وجريمة وقبح، وحتى التطرف، وبالتالي هو فنان مسكون بالفن وللفن. ولهذا عندما شعر ان جسده لا يطاوعه على الحركة والنشاط وأداء الرسالة .. كان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البطل.

    لأجل ملك الترسو نتذكر ونحكي .. نحكي عن وحش الشاشة .. عن زوربا المصري، ونجم الشباك الشعبي الأول .. نحكي عن القلب المرهف والمتعب، ونجمع كل تصريحات النجم، وننبش في مذكراته من البداية، ونفتش عن كل أشيائه المتعثرة، ثم نجمعها معاً، عبر هذه الأمسية المتواضعة، لتكون عرفاناً بما قدمه النجم الكبير فريد شوقي للسينما والفن والجماهير التي أحبته كثيراً .. ولتكن نوعاً من المذكرات التي نحرص على عدم ضياع تفاصيلها فالرجل قد رحل متعباً، وودع شبابه ودخل في الشيخوخة الصعبة قبل وفاته بسنوات، هذا بالرغم من أن النجم بقى نجماً، وسيبقى في ذاكرة جماهيره ومحبيه. وذاكرتنا ما زالت تعي .. إن فريد شوقي دخل السينما المصرية من باب كره الجمهور له. كرهه الناس في أدواره الأولى للشرر الذي كان يتطاير من عينيه، وللشر الذي كان يتطاير كلمات مدسوسة من خلال شفتي. كان فريد شوقي في أدواره الأولى مفرق الأحبة وهادم البيوت، ثم صار شيئاً فشيئاً ملك البوكس والمشاكسات الشوارعية، التي ينتصر فيها دائماً على زميله الراحل محمود المليجي. لم انعطف فريد، في اللحظة المناسبة من عمره، نحو أدوار الطيبة .. الأدوار الاجتماعية التي تحمل عدة مضامين مأساوية. فأحبه الناس في الحاضر، كما أحبوا رجولته في الماضي.. أحبوا في السابق بطلهم المنقذ الذي يطارد عصابة المليجي، ويفتح في رأي المتمردين جرحاً كبيراً بضربة رأسه المشهور. فهل يستمر البطل بطلاً في ذاكرة الجماهير العريضة، وهو الذي ودع هذه الدنيا ورحل ..؟‍‍؟‍

    كان لا بد أن ينعطف فريد شوقي نحو الجمال، بعدما جسد القبح .. وكان لا بد لنا أن ننعطف مع زوربا المصري لندور حول كل تفاصيل حياته، وهل لنا من مفر إلا أن نسجل بدايات النجم يوم كان طفلاً صغيراً ؟‍ من هنا نبدأ، من ملامحه الأولى، من الطفل الذي عشق الفن، حتى أخذ الفن كل شبابه .. وما أعطاه إلا محبة الجمهور .. والجمهور دائماً يجازي أطفاله وأبطاله بالخير .. ولا ينكر عليهم الفضل، في انهم كانوا سوبرمان العصر .. رواد السينما المصرية الحديثة.

    الولادة والنشأة

    ولد فريد في حي البقالة بالسيدة زينب، ونشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة. وهذا الحي يتوسط عدة أحياء وطنية قديمة، كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق. وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة (الناصرية) التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم.

    ونشأ فريد شوقي وسط عائلة مصرية ذات أصل تركي، فجده لأبيه عبده بيك شوقي كان موظفاً بقصر عابدين وهو من أب تركي وأم مصرية. وجده لأمه محمد بيك أسعد المهندس السابق بالسودان، وهو من أم مصرية وأب تركي. والده هو محمد عبده شوقي، الذي كان يعمل مفتشاً بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية. وكان خطيباً وطنياً ثائراً من أعضاء الوفد المصري المتحمسين للزعيم سعد زغلول. وكان أيضاً خطيباً بارعاً على المنابر السياسية، لدرجة أن سعد زغلول أطلق عليه لقب (بلبل السيدة زينب). وإذا عدنا إلى قائمة أسماء طلبة أول معهد حكومي للتمثيل في عام 1930، فانك ستجد اسم الوالد بين أسماء هؤلاء الطلاب والطالبات الرواد في المسرح المصري، وهم : زوزو حمدي الحكيم، روحية خالد، جمال مدكور، محمود السباع، محمد توفيق، عبد العليم خطاب، إبراهيم عزالدين، يوسف حلمي المحامي، أحمد بدرخان الذي رسب في امتحان القبول. وقد التحق بهذا المعهد لدراسة فن الإلقاء، الذي يعتبر أساس الفن التمثيلي. وكان من بين مدرسيه الدكتور طه حسين، الدكتور زكي مبارك، زكي طليمات، جورج أبيض، عبد الرحمن رشدي، ونجيب الريحاني.

    كان للجانب الوطني أثر كبير في حياة فريد شوقي العائلية، فقد فتح عينيه على الحياة ليعيش مأساة وطنية في محيط الأسرة. فقد أعدم زوج عمته الشهيد الوطني (محمود إسماعيل) مع آخرين في قضية مصرع (السير ستاك) سردار الجيش المصري وحاكم السودان، في 19 نوفمبر 1924. وكان ذلك أثناء تولي الزعيم سعد زغلول رئاسة الوزارة لأول مرة بعد افتتاح أول برلمان دستوري. وأدى ذلك الحادث إلى استقالة سعد زغلول وحل البرلمان. لذلك نشأ فريد شوقي منذ الصغر مع أحداث تلك المأساة الوطنية.. نشأ وطنياً متحمساً، فعندما كان في الثالثة عشرة، خرج في مظاهرة مع أقربائه تلاميذ المدرسة الابتدائية في ثورة عام 1935 التي كانت تطالب بعودة الدستور.

    وإذا كان فريد يردد دائماً (إن التمثيل حياتي)، فقد كان التمثيل فعلاً هو حياته منذ الطفولة. كانت مدرسته الأولى التي تلقى فيها أول درس في التمثيل، هي مدرسة أبيه الطالب في أول معهد حكومي للتمثيل، والذي أنشأه على تذوق فن التمثيل. وكان الأب صديقاً للكاتب المسرحي (عبد الجواد محمد) والد المخرج السينمائي (محمد عبد الجواد)، الذي كان سكرتيراً لفرقة رمسيس ومؤلفاً ومترجماً للكثير من مسرحيات الفرقة. ولهذا كان الوالد حريصاً على مشاهدة كل مسرحيات الفرقة، مصطحباً معه ابنه فريد، وهو تلميذ بالسنة الأولى الابتدائية.

    عشق الطفل الصغير أضواء المسرح، وألهبت خياله الحياة المسرحية. فقد رأى يوسف وهبي الممثل ابن الذوات في مسرحيات (راسبوتين، كرسي الإعتراف، غادة الكاميليا، الذبائح، أولاد الذوات، أولاد الفقراء، أولاد الشوارع). ولم يكن في طفولته وصباه يدرك بالطبع لتلك المسرحيات معنى، لكنه عشق حياة الأضواء وتقلب الممثلين بين الفقر والغنى، وتمثيل أدوار الشجاعة والإقدام. وعلق بذاكرته شيء واحد هو مشاهد العنف التي تجري أمامه على الخشبة، حيث يتفنن يوسف وهبي في قتل أبطال مسرحياته شنقاً أو خنقاً أو بطلقات الرصاص. ولهذا أصبح المسرح حلم حياته، وتقمص جسده شيطان اسمه المسرح، وأصبح يوسف وهبي مثله الأعلى في الحياة. فكان يجمع أقرانه من صبيان الحي ويمثلون مشاهد المطاردات والمغامرات بين العسكر والحرامية في مساحة أرض أمام البيت، وكان يقوم هو بدور الفتى الشرير. وعشقه للفن قد جعله يسرق بعض الأخشاب من عمارة مجاورة وذلك لعمل منصة للمسرح، وأثناء التمثيل فوجئ بالشرطي ينزله من فوق المسرح ويقوده إلى قسم الشرطة. ولم تكن هذه السرقة الوحيدة في حياة فريد شوقي، فقد اعترف للصحافية (ايريس نظمي) بأنه لم يقنع في تلك الأيام بان يكون ممثلاً ومخرجاً فقط، بل أراد أيضاً أن يكون مؤلفاً، فسطا على مسرحيات يوسف وهبي، ونسبها إلى نفسه كمؤلف بعدما أدخل عليها بعض التغييرات، وقام بتمثيلها مع فرقته باسم (الفاجعة). وأعلن بالخط العريض، كما كان يفعل يوسف وهبي في الإعلان عن مسرحياته (أن المسرحية من تأليف وتمثيل وإخراج فريد شوقي).

    ولما التحق بعد ذلك بمدرسة الفنون التطبيقية، كان يعد له القدر مفاجأة للاستمرار في هواية التمثيل، فقد وجد فيها فرقة مسرحية يقوم بتدريبها المخرج المسرحي الأول عزيز عيد، فانضم إليها وتتلمذ على يد عزيز عيد، الرجل الذي تتلمذ على يده عمالقة المسرح المصري، واكتشف من قبل روز اليوسف ونجيب الريحاني ويوسف وهبي وفاطمة رشدي، وضحى بحياته في سبيل المسرح، ولم يجمع ثروة. فكان أول درس تعلمه منه طالب الفنون التطبيقية فريد شوقي، هو حب المسرح.

    البداية كانت في المسرح

    وبالرغم من انغماس فريد في جو الحياة الفنية، بالتمثيل مع فرق الهواة والتردد على المسارح في شارع عماد الدين ليمثل أدوار الكومبارس في فرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني وعلي الكسار وفاطمة رشدي وجورج أبيض، فانه استطاع أيضاً الحصول على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية، ويلتحق موظفاً مع أبيه في وظيفة بالدرجة الثامنة وبمرتب ستة جنيهات بمصلحة الأملاك الأميرية. لكن الوظيفة لم تشغله عن نشاطه المسرحي، فقد كانت من بين زملائه في حي السيدة زينب والحلمية الجديدة، مجموعة من هواة التمثيل لمعت أسماؤهم فيما بعد، أمثال: عبد الرحيم الزرقاني وعلي الزرقاني وأحمد الجزيري وكمال اسماعيل وعبد الحميد جاويش وحسن الفكهاني المحامي والناقد الفني عبد الفتاح البارودي. جمعت بينهم هواية التمثيل، وكونوا فرقة مسرحية أطلقوا عليها اسم (الرابطة القومية للتمثيل)، وكان مقر الفرقة حجرة واحدة بإيجار شهري لا يزيد على الثلاثين قرشاً في شارع الشيخ البقال. وكان عبد الفتاح البارودي هو المدير الإداري للفرقة، وعبد الحميد جاويش المدير الفني. وكتب علي الزرقاني مسرحية الافتتاح بعنوان (الضحية) وتولى إخراجها المدير الفني. وقدمت على مسرح (برنتانيا) بشارع عماد الدين وقام ببطولتها فريد شوقي أمام ممثلة غير معروفة. وواصلت هذه الفرقة نشاطها وقدمت مسرحية أخرى تولى إخراجها في ذلك الوقت (أنور وجدي) لقاء أجر لا يزيد على خمسة جنيهات، واشترك في تمثيلها مع الفرقة زوزو حمدي الحكيم وإحسان الشريف. وفي أثناء عمله بمصلحة الأملاك الأم

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 1:53 am